كليز كارنير (Gilles Garnier ) هو احد أشهر و أقدم الأشخاص الذين اتهموا بأنهم مستذئبين و تمت محاكمتهم في العصور الوسطى , و رغم اختلاف الروايات حول قصته الا انها جميعها تتفق على انه كان يعيش منعزلا في كوخ في الغابة قرب قرية دولي في فرنسا ,و بسبب عزلته هذه و قلة اختلاطه بالناس فقد أطلق الأهالي عليه اسم الناسك وكان يوصف بأنه شخص كئيب المنظر و مريب النظرات و التصرفات و يعيش على الصيد من الغابة , و قد بدأت متاعب كارنير على ما يبدو بعد زواجه حيث انهاعتاد على حياة الزهد و القناعة بالطعام البسيط المتوفر و الذي يهيئه و يعده لنفسه فقط و لذلك واجه صعوبة جمة في توفير الطعام الكافي و الجيد لزوجته مما تسبب بحدوث المشاكل بينهما و التي بدأت بعدها بقليل حوادث اختفاء الأطفال الصغار في القرية بشكل غامض , كارنير نفسه بعد إلقاء القبض عليه اعترف تحت التعذيب بأنه كان يتجول في الغابة ليصطاد عندما قابل شخصا شبحيا علمه طريقة التحول الى ذئب ليتمكن من الصيد بسهولة و لكنه وجد بعد فترة بأنه بدء ينجذب بشكل لا يمكن مقاومته الى الطرائد البشرية وهكذا قام بقتل و التهام اول ضحاياه و التي كانت طفلة صغيرة في العاشرة من العمر رآها كارنير هائمة على وجهها في احد الحقول فقام بمهاجمتها و قتلها ثم نزع عنها ثيابها و بدء يلتهم بشغف أجزاء من لحم جسدها الطري حتىشبع و قام أيضا بقطع كمية من اللحم و حملها معه الى زوجته.بعد ذلك بعدة اسابيع هاجم كارنير ضحيته الثانية و كانت طفلة صغيرة ايضاو رغم انه جرحها في عدة اماكن من جسدها الغض الا انه لم يستطع الاجهاز عليها و التهامها بسبب مرور مجموعة من المزارعين فتركها و هرب الى داخل الغابة المظلمة و انقذ المزارعون الطفلة الا انها ماتت بعد عدة ايام بسببجراحها البليغة , و قد اخبر المزارعون الجميع بما رأوه عن الذئب و الفتاة و انتشر الخبر كالنار في الهشيم في المقاطعة متسببا بموجة من الهستيريا و الخوف لدى السكان , و قد امر حاكم المقاطعة بالبحث عن المستذئب و قتله مقابل جائزة مالية فبدأت حملة تفتيش واسعة الا ان احدا لم يشك في الناسك كارنير و كوخه الصغير المنعزل في الغابة.و بعد ان مرت عدة أسابيع و هدأت الامور قليلا قام كارنير بمهاجمة ضحيتهالتالية و هذه المرة اختار صبيا صغيرا كان يلهو قرب الغابة , اختطفه كارنير و قام بأكل أجزاء من يديه و بطنه و قطع فخذيه و أخفاهما في الغابةليلتهمهما فيما بعد , و مع هذه الجريمة أصبح كارنير يجد صعوبة كبيرة في كبح شهوته الجامحة نحو اللحم البشري و هو مما أدى في النهاية الى الإيقاعبه , فضحيته التالية كانت صبيا صغيرا كان يلهو بالقرب من القرية و لم يصبر كارنير هذه المرة حتى يكتمل تحوله الى ذئب فهاجم الصبي و هو في شكلهالبشري و هذه المرة ايضا صادف مرور مجموعة من المزارعين مما اجبره على ترك ضحيته و الفرار الى عمق الغابة المظلم الا ان احد المزارعين تمكن من التعرف عليه و تم القاء القبض عليه و على زوجته بسرعة و قد تم الحكم على كارنير بالحرق حيا و جرى تنفيذ الحكم فيه عام 1573.رغم اعترافات كارنير الصريحة و الموثقة الا ان الباحثون و المؤرخون يعتقدون بأن كارنير كان في الحقيقي قاتل سادي متسلسل و ان تهمة المستذئب أضيفت الى اعترافاته المأخوذة تحت التعذيب بسبب ايمان الناس بهذه الأشياء في تلك الفترة و لتضفي على جرائمه المزيد من الوحشية و القسوة , و اخرون يرون ان كارنير رجل بريء و انه تم تسليمه للمحكمة من اجل الجائزة , الا انه و في كل الأحوال تبقى قضيته من أقدم الكتابات الموثقة التي وصلت الى أيدي الباحثين عن المستذئبين.
0 التعليقات