22‏/4‏/2016

هل أساطير حوريات البحر مستوحاة من حالة طبية نادرة ؟


منذ ألاف السنين وأساطير حوريات البحر تحتل الخيال البشري,  بدءاً من الأساطير الأشورية التي تجلت في الالهة أتارجيتس والتي أنتشرت عبادتها لاحقاً الى اليونانين والروم.
أتارجيتس كانت نص بشرية ونصف سمكة حيث كان يعتقد بأنها عاقبت نفسها بذلك بعد أن قتلت عشيقها البشري عن طريق الخطأ, ولكن في روايات أخرى يقال بأنه أتارجيتس كانت ألهة الخصوبة التي ترتبط جسدياً مع ألهة الأسماك عسقلان ويعتقد بأنه عبادتها أندمجت في النهاية مع عبادة عسقلان لتنتج "الألهة حورية البحر".
عملة من عصر ديميتريوس الثالث تظهر الألهة أتاجيتس مع عناقيد من البيض والشعير حولها
ألا أنه في الكثير من الحضارات الأوربية, الأفريقية والأسيوية تم ربط الحوريات بالكوراث والأحداث الخطرة, من العواصف والفياضانات وغرق السفن, حيث وصفهم هوميوروس بصفارات الأنذار التي تجذب البحارة الى حتفهم, حتى أنه كرستوفر كولمبوس أدعى بأنه قد شاهدهم في رحلته الى البحر الكاريبي.

لوحة عن صفارات الأنذار و هوميروس
السيرينومليا وهو اسم مأخوذ من اللفظ اليوناني لـ"صفارات الأنذار" أو كما تسمى أيضاً بمتلازمة حورية البحر وهو تشوه خلقي نادر وقاتل يتسسب في صهر الأطراف السفلية لينتج عنه طرف واحد يشبه ذيل السمكة.
ومع اكتشاف هذه المتلازمة أصبح البعض يشك بأصل الروايات القديمة عن حوريات البحر التي ربما تكون مأخوذة من مشاهدة حالات حقيقية من هذه المتلازمة مثلها مثل أساطير وحوش البحر التي كانت في معظمها مشاهدات للحيتان والحبار العملاق و حيوانات الفظ حيث كان الناس وقتها أقل فهماً لهذه المشاهدات.
لوحة لحورية بحر لجون ويليام ويترهاوس
المؤرخ الطبي ليندسي فيتزهايرس أجرى بحثاً عن هذه الحالات و تاريخ تدوينها, فوجد أقدمها تعود لعام 1891, وبذلك لا يبدو واضحاً كيف أن الأطباء فهمو هذه الحالات فيما يسبق ذلك التاريخ.
وتنتج هذه المتلازمة عندما يفشل الحبل السري في تشكيل شريانين مما يجعل الدم المتدفق يكفي طرفا واحدا فقط, وللأسف تترافق هذه المتلازمة مع تشوهات كبيرة في الجهازين الهضمي والتناسلي البولي مما يؤدي غالباً للوفاة بعد أيام من الولادة وهنالك حالات نادرة لأطفال مع هذه المتلازمة تمكنو من العيش لعمر المراهقة و ذلك بفضل الطرق الحديثة في الجراحة.

على اليسار طفل مع متلازمة حورية البحر وعلى اليمين توضيح للعملية الجراحية لفصل الطرفين
ومن بين الحالات النادرة للناجين من هذه المتلازمة, فتاة صغيرة من البيرو تسمى ميلاغروس سيرون (الاسم الأول يعني المعجزات), حيث أن أهلها وأصدقائها يسمونها أيضاً (الحورية الصغيرة).
في عام 2006 قام فريق من الأطباء المتخصصين بعملية جراحية ناجحة لفصل الطرفين السفليين للطفلة البالغة عامين, والتي تعيش حالياً حياة شبه طبيعية نشطة, ولكن مع ذلك فهي ستحتاج في المستقبل لعمليات أكثر لتصحيح التشوهات في الكلى والجهازين الهضمي والتناسلي البولي.

الطفلة البيروية ميلاغروس سيلون قبل وبعد العملية الجراحية
وبالنهاية مهما كانت حقيقة حوريات البحر و ما أذا كانت هي بالأصل وصف لهذه المتلازمة أو لا, فأنها أثرت بشكل أيجابي على الأطفال الذين يعانون من متلازمة السيرنوميليا والذين يشعرون بالفخر نتيجة تشبيههم بمخلوقات أسطورية جميلة في الذاكرة والمخيلة الشعبية.

الكلمات الدلالية:
 mermaids,little,mermaid,atargatis,sirens,goddess,Assyria,Sirenomelia,congenital,myths legends,mythical,عروسة البحر, عروسة البحر الحقيقية, عروسه البحر, صور حورية البحر, حورية البحر الحقيقية بالصور,اميرات البحر,حورية البحر حقيقة ام خيال, سمكة عروس البحر الحقيقية
إضغط هنا لرؤية التعليقات

0 التعليقات